الأحد، 11 مايو 2014

أبو سرحان.. كرستال القصيدة الشعبية العراقية الحديثة / سفاح عبدالكريم






الشاعر والكاتب كلاهما متصاهران في البحث عن الحقيقة والمفقود ولحد معرفتي بهما انهما في عوالم متجانسة ومختلفة ومتداخلة في التكوين الابداعي والتلوين لاختيار وكتابة نصوص تلتقي في التوجه الصحيح لتدوين نصوص تقرأ في حينها او تدق أجراس وتفتح ابواب المستقبل القريب والبعيد. ولقصر عمر ابو سرحان الزمني وامتداده الشعري الذي ملأ مساحة وفراغاً وكان سعيه مؤثراً في الاتجاه الدلالي المنتقى في الميثولوجيا وبدقة اختيارية أضفى بصنعته جمالاً في الأفق الغنائي والموسيقي وحدا في الوسط الثقافي بابجديات الزمن وبعمومية مطلقة في الاستشراق في الكشف عن المهام اللزومية في التكوينات الابداعية الشعرية الحسية والجمالية المتوجهة صوب الحداثة والمعاصرة. ولقد سعى الشاعر والكاتب ريسان الخزعلي وبمصداقية ومحبة خالصة وقدرة ايمانية وروحية في اختيار نصوص كتبت اغلبيتها في السبعينيات من قبل الشاعر الكبير "ابو سرحان" ذياب كزار والتي أفصحت عن نفسها بطلاقة متناهية دون الانتماء لأحد من كتاب الاغنية سوى باحقية الشعر المفروضة عليه ولما فيها من مؤهلات فنية ترتقي لوحدة النص الغنائي الشعري الذي انتبه اليها الكاتب ريسان الخزعلي ولأنه يدرك القيمة الفنية للشعر عرف اختيارها ووثقها لاهميتها وهي توازي وتسابق النصوص الاخرى المكتوبة بلغة مختلفة وتسارع الزمن وتوثق الخطى في الثبات والنطق بزمن لا نعرف مداه ما دمنا نحتاج اليه في الغناء والاسترخاء. وقد صدحت نصوص الشاعر ابو سرحان أصوات كان لها دوي مسموع ومميز. ان تجربة الشاعر ذياب كزار التي استخلصها الكاتب الخزعلي بوعيه كانت مؤشراً حقيقياً وإن توقف عند حدود معينة فيها لا يعني ان فقد رؤياه فيها لكنه أراد دعوة المتلقي في البحث عن نتاجات القى الشاعر فيها ضالته في البحث والايماء في الصورة او المعنى وكان ذلك واضحاً في اختياره للغة التي كتبت فيها.
ان المساحات التي تحرك فيها ابو سرحان والتي وثق فيها الدلائل والرموز وبشفافية عالية كان المقصود منها فعل الحدث بتنامي وايضاح المعنى دون الايغال في البساطة التي اعتدنا عليها في الاستماع اللا مجدي احياناً. كان مختلف في كتابة النص شكلاً ومضموناً ولم يكلف المتلقي سوى الاستماع لها وكانت مهمته الاولى في الاختيار لتراكيب مفردات معقولة (صورية- وجمالية) متحركة.. لقد استحق الشاعر ابو سرحان في هذا الاطراء من قبل الكاتب وغيره في التكريم والتنبيه والكشف عن هذا المنجز الغنائي الشعري الابيض حيث استطاع الكاتب في هذا المطبوع التبويب كعادته في اسلوب الكتابة الاستعراضية والنقدية الصحيحة. ان الشاعر ابو سرحان كانت دعوته واضحة في الالتفات للنصوص من قبل الملحنين والمطربين في مغامرة الاختيار واطلاق شرارة اخرى تشعل الوسط الغنائي التطريبي الحركي وتحفيز الشعور واللا شعور في استقبال الحدث المتوخى منه في كتابة النص دون الالتفات الى هيكليته المعهودة. ولقد فعلها من قبله الشاعر الكبير زهير الدجيلي وناظم السماوي وزامل سعيد فتاح وكاظم الرويعي وجبار الغزي والسائرون على نهجهما من بعد. وقد أرشف الشاعر ريسان الخزعلي اغلبيتها كونها وقفة ابداعية متفردة جادة تنطق بخصوص الاغنية العراقية الحديثة.
ان البحث عن مثل هكذا نتاجات في مطبوع يراد منه المعرفة والارشفة والانتباه معاً لتقويم الذاكرة والذائقة. لذا أجد الوقوف عند هذه المحطة ضرورياً عن رمز يستحق الاكثر كغيره من المبدعين. وربما كان في ذلك حاجة ضرورية الذي انتقاها الشاعر والكاتب ريسان الخزعلي لاهتمامه في هذا المشوار الصعب الجميل.

مظفر عبد المجيد النواب شاعر عراقي معاصر

مظفر عبد المجيد النواب شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى.
ينتمي باصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الامام موسى الكاظم. وهي أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته.
خلال ترحال أحد اجداده في الهند أصبح حاكماً لإحدى الولايات فيها.. قاوم الإنكليز لدى احتلالهم للهند فنفي افراد العائلة، خارج الهند فاختاروا العراق، وفي بغداد ولد عام 1934، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد. وبعد انهيار النظام الملكي في العراق عام 1958 تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد.
في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد. وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية. غادر بغداد إلى بيروت في البداية، ومن ثم إلى دمشق، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق.
وقد عاد النواب إلى العراق عام 2011م.[1] من أهم قصائده:
  • القدس عروس عروبتنا
  • قمم قمم
  • اصرخ
  • البراءة
  • سوف نبكي غدا
  • يوم في حمام امرأة
  • أيام العشق
  • رحيل
  • جزر الملح
  • وتريات ليلية